\"Writing.Com
*Magnify*
SPONSORED LINKS
Printed from https://writing.com/main/view_item/item_id/2332794---
Item Icon
\"Reading Printer Friendly Page Tell A Friend
No ratings.
Rated: E · Novella · Tragedy · #2332794
شاب سوري يقاتل ضد عائلته الصغيرة
### قصة مقاتل سوري

في أحد أزقة مدينة حلب القديمة، عاش عارف، شاب في العشرينات من عمره، يشتهر بشجاعته وإخلاصه لقضيته. عائلته كانت تنتمي لفئة من الناس التزامهم بالخطوط السياسة المتباينة. بينما كان عارف يقاتل من أجل الحرية مع فصائل المعارضة، كان والده وأخوه وأخته يؤيدون جماعات تعتبرها الحكومة إرهابية.

بدأت القصة في يوم مشمس من عام 2012، عندما قررت عائلته الانتقال إلى قرية قريبة من حلب، هربًا من الصراع الذي كان يقترب. على الرغم من سعي عائلته لتحقيق الأمن، شعر عارف بأن قوته وإرادته مرتبطة بمقاومة الظلم. لذا قرر الانضمام إلى فصائل "الصحوة" التي تمثل الأحرار في بلاده.

تدرب عارف على أساليب القتال، وتعامل مع الندوب النفسية التي خلفها الصراع. كان ينظر إلى المعارك على أنها واجب وحياة، واعتقد أن حريته مثل الهواء الذي يتنفسه. في الأيام الأولى، كانت الأمور صعبة. إلى جانب القتال، عرف عارف أنه سيواجه تحديات أخرى، وهي تلك التي تأتت من أسرته الّتي كانت تأتي من خلفية مختلفة.

ومع مرور الوقت، نشأت توترات بين عارف وعائلته. كان والده يدعوه للعودة إلى المنزل والابتعاد عن العنف، وكانت والدته تخاف على حياتهم جميعا. لكن عارف كان مصرًا على أن يقاتل من أجل مستقبل بلاده. كان يشعر أن كل رصاصة يخوضها لها أثر يمكن أن يغير مجرى الأمور.

في أحد الأيام، تلقت فصائله خبرًا بأن مقاتلين من الطرف الآخر، الذين كانوا مدعومين من عائلته، كانوا يهاجمون إحدى النقاط الحدودية. وبينما اندلعت الاشتباكات، عرفت عائلته بمكان وجود عارف. لم يكن يعلم أن والدته سترسل أخاه للبحث عنه.

جاء أخوه، وواجه عارف في إحدى خنادق القتال. كان اللقاء مشحونًا بالعواطف. قال الأخ: "عارف، ما تفعله خطأ. نحن عائلتك وندعم ما تفعل، لكن يجب عليك التفكير في سلامتنا". رد عارف بصوت عالٍ: "لا أستطيع أن أكون جزءًا من ما تعتبرونه قوة عائلية. أريد لأهل بلدي السلام، وأن تعيش الأجيال القادمة في حرية."

استمر النقاش بينهما حتى جاء زملاء عارف في الفريق وأخذوه للقتال. لكن تلك اللحظات ألقت بظلالها على قلب عارف. أدرك أنه حتى في خضم المعركة، كانت الروابط الأسرية لا تزال قوية، لكن كل منهما كان يقف على طرفي نقيض.

مع مرور الأيام، توجه مقاتلو الأحرار إلى معركة كبيرة. خلال إحدى المعارك الشرسة، عانى عارف من إصابة خطيرة. شعر بأنه قد يخسر حياته، لكن في تلك اللحظة، كان يفكر في عائلته وفي مغزى ما يقاتل من أجله. طلب خلال الاندفاع الأول أن يُنقل إلى المستشفى، وأدرك أنه يحتاج إلى من يراه.

تمكن من التعافي في المستشفى، وأثناء فترة استشفائه، جاءه والداه لزيارته. كانت الزيارة مؤثرة، حيث تبادل الأسرة لحظات من الألم والأمل. حاول والد عارف إقناعه بالتوقف عن القتال، لكن عارف قال: "سيظل صدى المعارك في ذهني ما لم يتحقق السلام. أقاتل من أجل التغيير."

استمرت لقاءاتهم بشكل متقطع، مع محاولات للتفاهم بين طرفي الصراع العائلي. ومع استمرار القتال، أدرك عارف أن الكثير من الوطنيين بما في ذلك عائلته، يتمنون السلام في النهاية. ولكن من أجل الحصول عليه، كان هناك حاجة للقتال لمنع الشر، كما كان يفكر في نفسه.

بعد أشهر من القتال، انتهت المعركة. عاد عارف مع رفاقه إلى قريته. كان قلقًا من استقبال عائلته له بعد كل ما حدث. وصل إلى المنزل، فوجد والدته في انتظاره. احتضنته بحرارة، بينما كان قلبه مليئًا بمزيج من الألم والسعادة. لقد جاء للقتال، لكنه لم يعد إلى عائلته فحسب، بل ليتشارك الأمل.

في النهاية، أدرك عارف أنه حتى مع الفروقات السياسية والفكرية، فإن حب العائلة هو أقوى من أي شيء آخر. بينما كان يخطو نحو مصير جديد، كانت عائلته معه
© Copyright 2025 Abu braa (abdurrahmanok at Writing.Com). All rights reserved.
Writing.Com, its affiliates and syndicates have been granted non-exclusive rights to display this work.
Printed from https://writing.com/main/view_item/item_id/2332794---